سجل التاريخ يوم الثلاثاء نجاح أول دولة عربية وهي دولة الإمارات في أول مهمة لها إلى كوكب المريخ بعد أن نجح مسبارها الاستكشافي، (مسبار الأمل) في دخول مدار الكوكب الأحمر.
وأن مسبار الأمل الإماراتي، الذي انطلق من الأرض قبل سبعة أشهر، قد وصل إلى المدار حول الكوكب، لتصبح الامارات أول دولة عربية تصل الى الفضاء بعد دولة الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي وأوروبا والهند، والان يستطيع علماء دولة الإمارات دراسة الغلاف الجوي للكوكب وكذلك دراسة المناخ ايضاً.
حيث توفر في مسبار الأمل ثلاث أدوات مراقبة، تعمل هذه الادوات على مراقبة كيف تتسرب الذرات المحايدة من الهيدروجين والأكسجين مع بقايا المياه الوفيرة من المريخ إلى الفضاء.
وقد تحرك مسبار الأمل بسرعة لاتقل عن 120 ألف كيلومتر في الساعة، وكان يحتاج ايضاً إلى إطلاق محركات الكبح لمدة تصل إلى 27 دقيقة للتأكد من التقاطه بواسطة جاذبية الكوكب.
وشهدت دولة الامارات في الأيام الذي نجح بها (مسبار الأمل) بالوصول الى الفضاء حماساً كبيراً، وقامت دولة الإمارات بأضاءة المعالم العامة والمباني والمواقع التراثية باللون الأحمر.
وقال مدير برنامج الأمل في مختبر كولورادو لفيزياء الغلاف الجوي والفضاء (بيت ويذنيل)، كان ممتعًا على المستوى التقني وعلى المستوى الشخصي، رؤية القدرات الشخصية للجميع تنمو بشكل كبير.
تصريحات حول نجاح مسبار الأمل
وقد صرح مدير مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ (عمران شرف) الى شعب دولة الإمارات والأمة العربية الإسلامية قائلاً، نحنُ أول دولة عربية تمكنا من دخول مدار الكوكب الأحمر وهذا فخراً لنا وللدولة الامارات.
وقال ايضاً مسؤولون بمركز محمد بن راشد للفضاء في دبي إن وصول (مسبار الامل) إلى مدار الكوكب الأحمر يعد (أول إنجاز في تاريخ الأمة العربية)، وأن هذا الأنجاز سيسهم في وضع دولة الامارات على خريطة التميز المعرفي ويسهم ايضاً في تعزيز قطاع الصناعات الفضائية في المنطقة.
وأن (مسبار الأمل) الاستكشافية تعد اول بعثة من بين ثلاث بعثات تصل إلى الكوكب الأحمر خلال الشهر الجاري، إذ يسعى مسبار (تيانوين-1) الصيني بالوصول إلى المدار أيضا يوم الخميس، بينما يستعد الأمريكيون بالوصول في اليوم التاسع عشر بمركبة طوافة كبيرة.
وقد عمل مهندسون (محمد بن راشد) على تجهيز (مسبار الأمل) للمناورة اثناء دخول المدار يوم الثلاثاء، خلال الشهرين الماضيين، وايضاً قد استطاعوا المهندسون تقليل مسار المركبة الفضائية بحيث تصل إلى الكوكب في اللحظة المناسبة بالضبط، وفي المكان والزمان لبدء الكبح، وعملو على تقليل سرعة اقتراب المسبار إلى نحو 18 ألف كيلومتر في الساعة، ويجري التحكم في (مسبار الأمل) في مركز محمد بن راشد للفضاء في دبي، فضلا عن إدارة بعض البيانات الواردة بشأن أداء محركات مسبار الأمل.
وقد اشارة باحثون (محمد بن راشد) أن المسافة بين المريخ والأرض حاليا 190 مليون كيلومتر، مما يعني أن توجيه أمر مسبار الأمل يستغرق وقتا قدره 11 دقيقة بالكامل كي يصل، وهذا الوقت طويل جدا ليحدث الفارق، لذا يجب أن يتمتع (مسبار الأمل) باستقلالية لإكمال مناورته.
وقالت مهندسة نظام الدفع (عائشة شرفي) سيكون الأمر مرهقا للأعصاب بكل تأكيد، إن مجرد التفكير في الأمر يصيبني بقشعريرة، لكن يتوفر لدينا نظام حماية لتجنب العطل يمكن أن يعوض عن أي مشاكل قد تحدث أثناء عملية الكبح، لذلك أعتقد أننا في وضع جيد لدخول مدار المريخ.
ويتوفر من الوقود 800 كيلوغرام في مسبار الأمل، وقد تستهلك محركات الدفع الستة المشاركة في المناورة التي استغرقت 27 دقيقة نحو نصف هذا الوقود ويمكن القول ان مسبار الامل نوع من انواع الأقمار الصناعية الخاص بالطقس أو المناخ للمريخ.
وبعد فترة وجيزة سيختفي المسبار خلف المريخ بعد إيقاف تشغيل المحركات، حيث ينحرف مساره إلى المدار الأول المخطط له ومرة أخرى سيكون الانتظار باعثا للقلق في مركز محمد بن راشد للفضاء أثناء متابعة الفريق شبكة أطباق ناسا لالتقاط إشارة مسبار الأمل من جديد.
وسيعمل مسبار الامل بدارسة كيفية انتقال الطاقة عبر الغلاف الجوي وبشكل أكثر في جميع أوقات اليوم، وخلال جميع فصول السنة.
وسنحصل على صور رائعة للكوكب الأحمر بالكامل بصفة منتظمة بعد دخول مسبار الأمل من اجل جمع ملاحظاته على مسافة 220 ألف كيلومتر إلى مسافة 44 ألف كيلومتر.
وقالت وزيرة الدولة للتكنولوجيا المتقدمة (سارة الأميري) ورئيس وكالة الإمارات للفضاء، أي صورة نحصل عليها للمريخ ستكون رائعة لكنني لا أستطيع وصف شعور الحصول على أول صورة كاملة للمريخ بمجرد دخولنا المدار وستكون هذه البعثة مصدر إلهام لشبابها والشباب العربي عموما لدراسة العلوم والتكنولوجيا والهندسة على مستويات التعليم العالي.