تحذير أوروبي من صفقة استحواذ “أدوبي” على “فيغما”

في شهر يوليو من عام 2023، أعلنت شركة “أدوبي – Adobe”، الرائدة في مجال البرمجيات الإبداعية، عن نيتها لشراء شركة “فيغما – Figma” الناشئة، المتخصصة في تطوير أدوات تصميم المنتجات التفاعلية، مقابل 6.5 مليار دولار. ولكن هذه الصفقة لم تمر دون جدل، فقد أثارت قلق المفوضية الأوروبية، التي قررت فتح تحقيق رسمي فيها.

المفوضية الأوروبية هي الهيئة التنفيذية للاتحاد الأوروبي، وهي مسؤولة عن صياغة وتطبيق السياسات والقوانين الأوروبية، بما في ذلك مراقبة وضمان احترام قواعد المنافسة. وفقًا للمفوضية، فإن الصفقة بين “أدوبي” و”فيغما” قد تخلق احتكارًا في سوق أدوات تصميم المنتجات التفاعلية، والتي تستخدم من قبل المصممين والمطورين والشركات لإنشاء واختبار وإطلاق منتجات رقمية مثل المواقع والتطبيقات.

تأثير الصفقة على المنافسة

المفوضية تشير إلى أن “Adobe” هي اللاعب الأكبر في هذا السوق، حيث تمتلك منتجات مشهورة مثل “فوتوشوب” و”إلستراتور” و”إكس دي”، بينما “Figma” هي منافس قوي يزدهر بسرعة، حيث يستخدمها أكثر من 15 مليون مستخدم. إذا اندمجت الشركتان، فإن ذلك قد يؤدي إلى خفض الابتكار والجودة والخيارات المتاحة للعملاء، كما قد يؤدي إلى رفع الأسعار أو شروط استخدام أقل مرونة.

ولهذا السبب، فإن المفوضية قد طلبت من “أدوبي” تقديم مزيد من المعلومات عن الصفقة وآثارها على السوق، وذلك قبل الموافقة على إتمامها. كما قد تطالب بإجراء تنازلات من جانب “أدوبي” لحماية المنافسة، مثل بيع بعض أصولها أو منح حق الولوج إلى بعض خدماتها للشركات الأخرى. وإذا لم تستجب “أدوبي” لهذه المطالب، فإن المفوضية قد تغرِّمها أو تحظر الصفقة نهائيًا.

الصفقة بين “أدوبي” و”فيغما” هي مثال على كيفية تأثير التكنولوجيا الرقمية على الاقتصاد والمجتمع، وكيفية تحدي السلطات الرقابية لضمان أن تكون هذه التكنولوجيا في خدمة المصلحة العامة. ومن المتوقع أن يستمر التحقيق في هذه الصفقة حتى نهاية عام 2023، وأن يكون له تداعيات واسعة على مستقبل صناعة البرمجيات الإبداعية.