الذكاء الاصطناعي: كل ما تريد معرفته عن المجال الأشهر في العالم

معرفة يتحتم عليك اكتسابها

بعد أن كان الذكاء الاصطناعي AI مصطلحًا لا يكاد أن يُعرف، أصبح واحدًا من المجالات التي تتغلغل في كل جانب من جوانب الحياة، بداية من الروبوتات وحتى هواتفنا الذكية التي ننادي عليها لكي تصنع لنا معروفًا، بل والتي لا تستجيب لنا -في بعض الأحيان- إلا بعد أن تتعرف على وجوهنا بخاصية Face ID.

ولكن ما هو الذكاء الاصطناعي بالضبط؟

4LW5H44 copyright image 287045

ببساطة شديدة، فإن الذكاء الاصطناعي ما هو سوى محاكاة للذكاء البشري بواسطة الآلات، وتحديدًا الأنظمة الحوسبية التي تشمل الأنظمة الخبيرة expert systems، ومعالجة اللغة الطبيعية NLP، والتعرف على الصوت speech recognition، والرؤية الآلية machine vision، وغيرهم.

يتركز هدف الذكاء الاصطناعي حول صناعة آلات ذكية يمكنها أن تفهم وتنفذ الأفعال التي نقوم بها نحن البشر، وهذا ما يحدث في الوقت الراهن، فأصبحنا نرى روبوتات تستطيع اتخاذ القرارات، وتحل المشكلات، وتفكر بشكل نقدي، وغيرها من الخصائص الأخرى التي نتميز بها عن غيرنا من الكائنات.

كيف يعمل الذكاء الاصطناعي؟

Types of Artificial Intelligence

يتضمن هذا المجال استخدام تقنيات مخصصة يتم الاستعانة بها لتدريب خوارزميات تعلم الآلة، وهذه الأخيرة (تعلم الآلة ML) هي ما تُمكن الآلات أو الروبوتات من التعرف على الأنماط التي تفكر بها أدمغتنا ومن ثم تستخدمها لتحاكي طريقة تفكيرنا. طبعًا تدخل اللغات البرمجية بشكل أساسي في هذه المرحلة، ومن أهم هذه اللغات البرمجية: الجافا، وبايثون، وC++.

عندما يتم تدريب الآلات، فإن التركيز على المهارات الإدراكية، مثل التعلم والتفكير المنطقي والإبداعي، يكون أولوية لا بد منها. والمعضلة التي تواجه من يعملون بمجال الذكاء الاصطناعي تتمثل في إيجاد الخوارزمية المناسبة التي ستوصل الآلة إلى النتيجة المرجوة. والخوارزميات ما هي إلا مجموعة من التعليمات التي تُعطى إلى الآلة لكي تتصرف على أساسها.

إذًا فخلاصة الطريقة التي يعمل بها الذكاء الاصطناعي تكون كالآتي: إمداد الآلة بمجموعة من الخوارزميات والبيانات وتدريبها على إيجاد نمط يُمَكنها من الوصول إلى النتيجة المرجوة التي كانت ستبدر من الإنسان العادي.

أنواع الذكاء الاصطناعي

بحسب Arend Hintze، وهو بروفيسور مساعد بجامعة متشنجين، فإن الذكاء الاصطناعي يمكن أن نُقسمه إلى 4 أنواع رئيسية بداية من النوع المنشر حاليًا والمستخدم من قِبل الجميع تقريبًا، وحتى النوع الواعي الذي لم نصل إليه بعد، وإليكم المزيد من تفاصيل هذه الأنواع:

  • النوع الأول: هي الآلات التي لا تتمتع بذاكرة من الأساس وهي مصممة لغرض الاستجابة السريعة والفورية لمُدخل معين. والمثال على هذا النوع يتجسد في حاسوب Deep Blue، وهو حاسوب صممته شركة IBM لينافس بطل العالم السابق في الشطرنج جاري كاسباروف في اللعبة ويهزمه.
  • النوع الثاني: هذا النوع لديه ذاكرة محدودة، ولكنه يستطيع استخدامها لكي يُكون خبرة ويبني عليها أفعالًا مستقبلية، وهذا النوع شائع في بعض السيارات ذاتية القيادة.
  • النوع الثالث: يمثل النوع الثالث نقلة نوعية لسابقيه إذ بإمكانه أن يفهم العواطف ويتوقع التصرفات البشرية ونواياهم.
  • النوع الرابع: وهو أخطر الأنواع الذي عادة ما يُشار إليه في أفلام الذكاء العلمي. هذا النوع يمتلك حسًا بالوجود وإدراكًا للنفس، أي أنه واعٍ ويعلم أنه موجود، كالبشر تمامًا، وهذا يعني أنه يستطيع أن يتمرد علينا.

لماذا نحتاج إلى الذكاء الاصطناعي (فوائد الذكاء الاصطناعي)؟

63cec211b9a04b0019edb006

تتمثل أهمية الذكاء الاصطناعي في أنه يستطيع جعل حياتنا أفضل وأسهل بكثير من ذي قبل، فبدلًا من العمل المضني وبذل صحتنا وإفناء طاقتنا في ساعات من العمل الشاق، يُمكن للذكاء الاصطناعي أن يتولى دفة القيادة بدلًا منا وينجز في دقيقة واحدة ما نعجز عن إنجازه في ساعات، وبل وفوق ذلك، ينجزه بجودة أفضل منا.

أصبح الذكاء الاصطناعي موجودًا في كل المجالات تقريبًا كما أشرنا في بداية هذا المقال، بداية من البورصة وتوقعات الأسهم وحتى المجال الطبي واكتشاف الأمراض في مراحلها الأولية (مثل سرطان الثدي) قبل أن تتفاقم في الأجساد ويفوت الأوان.

وعلى الرغم من التخوفات الشائعة من الذكاء الاصطناعي ومن إمكانية استبداله للبشر ووظائفهم، إلا أننا نستطيع الاستفادة منه بطريقة تخدمنا وتزيد من فرصنا وليس العكس. فالاعتماد على التقنيات الموجودة حاليًا يُمكنه أن يوفر عليك عناءً يحتاج لساعات وساعات، وهذا بدوره يجعلك تركز مجهودك على أشياء أخرى أكثر فائدة وتعقيدًا.

على سبيل المثال لا الحصر، يمكنك أن تستعين بالذكاء الاصطناعي ليرد على العملاء في أي وقت وبطريقة ذكية كما لو أنه أنت، وهذا باستخدام روبوتات المحادثة chatbots وإدماجها في عملك الخاص الذي يحتاج منك متابعة الزبائن على مدار الساعة، وهذا المثال ليس سوى غيض من فيض.

لماذا لا نحتاج إلى الذكاء الاصطناعي (خطورة الذكاء الاصطناعي)؟

1 J7RCe00k3arIaZXaNaYuwg

وهنا سندعم المتخوفين من هذه الآلات المجنونة والتي تستطيع فعلًا أن تستبدل الكثير من الوظائف، بل إنها بالفعل استبدلت الآلاف، بل وربما مئات الآلاف من العاملين بمجالات معينة مثل خدمة العملاء وغيرها من الوظائف الروتينية التي لا تتطلب إبداعًا، ولو أن المرحلة التي وصلنا إليها الآن أصبحت أكثر خطورة، فحتى المجالات الإبداعية مثل تصميم الصور والفيديوهات أصبح الذكاء الاصطناعي ينافسنا عليها.

لك أن تتخيل أن كل الوظائف، أو دعنا نقل 90% منها، أصبحت في خطر؛ فإذا كانت الآلات تستطيع أن تستبدل الطبيب والمحامي، ألن تستطيع استبدال بقية الوظائف؟ لهذا السبب يسعى الكثير من المؤثرين حول العالم الآن، وعلى رأسهم إيلون ماسك، إلى الحد من هذا الذكاء الزاحف الذي قد يجعل كثيرًا منا بلا فائدة تذكر.

كيف أحمي نفسي من قبضة الذكاء الاصطناعي؟

AI dangers 5
Source: Gearstd / Shutterstock

عليك أن تطور نفسك باستمرار لئلا تستبدلك الآلات. يشيع الآن أن الأمية ستكون أمية لغات البرمجة؛ أي أن الأمي لم يعد من لا يستطيع القراءة والكتابة، بل من يجهل لغة واحدة على الأقل من لغات البرمجة. وعلى الرغم من أن هذه المقولة قد تشوبها المبالغة والتهويل، إلا أنها تعبر عن مدى احتياجنا لمواكبة هذه الآلات.

عليك أن تتعلم أكثر من مجال وتحاول باستمرار أن تُنمي نفسك في المهارات التي تتطلب إبداعًا بشريًا خالصًا. استمر في التعلم ولا تتوقف مهما حدث، وإياك ألا تواكب التطور وتعرف إلى أين وصلت التقنية بنا، فمعرفة هذه الأمور هي ما ستضعك على الطريق الصحيح.

وأخيرًا، لا تبالغ بالقلق، فصحيح أن الذكاء الاصطناعي قد ينافسنا بشكل واضح على كل ما نبرع فيه، ولكنه لن يصل إلى المراحل المخيفة التي تتصورها في الوقت الراهن، ولا حتى في السنوات القادمة، فهو لا يزال في البداية.

زر الذهاب إلى الأعلى